منقول من فصل : يحاربون التدين لا التطرف من كتاب : الحق المر - الجزء الأول للشيخ محمد الغزالى
فقهاء الإسلام و دعاته يخاصمون التطرف الدينى و يعترضون تياره فى المجتمع ! لكنى لاحظت أن هناك فريقا من الساسة الخبثاء , و سماسرة الإستعمار الثقافى يعلنون الحرب على الدين نفسه تحت عنوان محاربة التطرف الدينى.
ليس تحجب المرأة تطرفل , وليس إلتحاء الرجل تطرفا , و ليس إعتبار العربية هى اللغة الأولى للأمة تطرفا , و ليس رفض القوانين الأجنبية تطرفا , و ليس إيثار التقاليد الإسلامية تطرفا , إن هذا كله دين و التشبث به فريضة و الدفاع عنه حق على كل مسلم.
و من ثم فنحن نرفض مسالك كل من يتصايحون ضد هذا الإتجاه , أو يثيرون الريبة حوله , أو يحاولون إتهام أصحابه ! و نرى أن عملهم نوع من الفراغ الدينى , و الفراغ الدينى أخطر من التطرف الدينى
إن الفراغ الدينى فى عصرنا هذا كفر بالله و المرسلين , و إنسياق مع شهوات البشرية الجامحة , أما التطرف فسوء فقه و قصر نظر , أو جهل بالدين و أهدافه و أصوله و نحن نعانى الأمرين من كلا الفريقين , فالفارغون من الإيمان تربوا على موائد الإستعمار العالمى , و حكموا على الأمور كلها بمنطقه , و هم يرتقبون تصرفا أحمقا من بعض المؤمنين ليجتاحوا حقيقة الإمان كلها , و الشعار الذين يرفعونه محاربة التطرف , و الغاية التى ينشدونها محو الإسلام ذاته
و مع كرهى لأعداء الإسلام و خبرتى بأساليبهم فى كيده أعلن أنا المتطرفين البله يعطونهم فرص شتى للنيل منه و إلحاق الهزائم به فى شتى الميادين .... لقينى يوم أحد الشباب و نظر إلى بمقت ظاهر و قال لى : رأيت صورتك على بعض كتبك ! قلت : و أنا كذلك رأيتها , وضعها الناشر على غير مشورة منى , و لو سألنى الرأى ما وافقته ! فلما رأيتها لم أكترث و لم أكتئب ... لا شيء هنالك ! قال : أليس التصوير حراما ؟ قلت ببرود :لا ! قال : لقد مزقت الكتاب , و تواصينا بالتنفير منه و منك ! قلت : قرت بكم عيون أعداء الإسلام , ما يطلبون غير هذا